كشفت دراسة طبية عن علاج جديد لسرطان البروستاتا يمكن أن ينقذ 9 من كل 10 مصابين بهذا المرض دون أعراض جانبية موهنة، وهو ما يبشر ببارقة أمل لعشرات الآلاف من الرجال.
ويأمل العلماء من العلاج الجديد، الذي يتضمن تسخين الأورام فقط بموجات فوق صوتية عالية التركيز، أن يساعد الرجال في معالجتهم دون البقاء طوال الليل في المستشفى وتفادي الأعراض الجانبية الكئيبة المصاحبة للعلاجات الحالية.
وقد كشفت الدراسة الجديدة أن الموجات فوق الصوتية المركزة والعالية الكثافة تقدم نتيجة ممتازة دون أعراض جانبية، وأنها لا تحتاج إلى فترة ما بعد العلاج التي تقدر بـ12 شهرا في هذه الحالة المرضية.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن الجراحة المعتادة يمكن أن تقدم فقط تلك النتيجة الممتازة في نصف الحالات الحالية.
وقال الخبراء إن النتائج مشجعة جدا وإنها كانت بمثابة تحول نموذجي في علاج هذا المرض. ويأملون أن التجارب الواسعة النطاق يمكن أن تبدأ الآن كي يمكن تقديم العلاج بصورة روتينية في الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا خلال خمس سنوات.
"سرطان البروستاتا أشيع سرطان يصيب الرجال في بريطانيا حيث تقدر عدد التشخيصات السنوية لهذا المرض بأكثر من 37 ألف حالة والوفيات الناجمة عنه بـ10 آلاف
"
ديلي تلغراف
ومن المتوقع أن يعلن المعهد الوطني البريطاني للامتياز الصحي والسريري عن توجيه جديد الأسبوع القادم بأن هذا العلاج آمن وفعال، ومن ثم البدء في تجارب واسعة النطاق.
ويشار إلى أن سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعا وسط الرجال في بريطانيا حيث تقدر عدد التشخيصات السنوية لهذا المرض بأكثر من 37 ألف حالة، والوفيات الناجمة عنه بـ10 آلاف.
والعلاج الحالي لهذا المرض يكون بالجراحة لإزالة كل البروستاتا أو بعلاج إشعاعي. وهذان العلاجان يمكن أن يداويا بفعالية السرطان لكنهما يسببان غالبا أعراضا جانبية مثل سلس البول والعنة (العجز الجنسي).
ولا يتفاقم سرطان البروستاتا في كثير من الرجال إلى مرض مهدد للحياة، وهو ما يعني أن المعالجة الجذرية تجازف بحدوث أعراض جانبية بلا داع. ولهذا السبب يركز البحث حاليا على تقليل الأعراض الجانبية.
والعلاج بطريقة الموجات فوق الصوتية المركزة والعالية الكثافة يتضمن اختيارا حذرا لأورام بحجم حبة الأرز داخل غدة البروستاتا ويستهدفها بهذه الموجات العالية التركيز لتسخينها ثم تدميرها.
ومزية هذه الطريقة على سابقتها والعلاجات الأخرى هي أن الإضرار بالنسيج المحيط يقل إلى أدنى درجة وهو ما يعني وجود أعراض جانبية أقل بكثير.
وقال الدكتور هشام أحمد، الذي قاد الدراسة بمستشفيات كلية لندن الجامعية وصندوق مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية، إن نتائج الدارسة مشجعة جدا وهناك تفاؤل بأن المشخصين بسرطان البروستاتا قد يتمكنون قريبا من الخضوع لإجراء جراحي نهاري يمكن أن يتكرر مرة أو مرتين لعلاج حالتهم بأعراض جانبية قليلة جدا. وهذا يمكن أن يعني تحسنا كبيرا في نوعية حياتهم.
وأضاف أن هذه النتائج ستشجع المزيد من الأطباء على دراسة الأمر بعناية أكثر. والخطوة التالية هي تجربة عشوائية مراقبة وواسعة النطاق. وهذه تحتاج إلى أن تُقيم بطريقة مناسبة كي يستفيد منها الرجال